عمان-محمود الزواوي-يجمع فيلم «حرب الزومبي العالمية» بين أفلام الرعب والحركة والمغامرات والخيال العلمي والإثارة والتشويق والدراما. وهذا الفيلم هو الفيلم العاشر من إخراج المخرج الأميركي الألماني المولد مارك فورستر الذي يشتمل رصيده السينمائي أيضا على الإنتاج والتأليف. يستند سيناريو فيلم «حرب الزومبي العالمية» للكتّاب السينمائيين ماثيو مايكل كارناهان ودرو جودارد ودامون لينديلوف إلى قصة من تأليف الكاتبين ماثيو مايكل كارناهان وجي. مايكل ستاركينسكي مبنية على رواية للكاتب ماكس بروكس (ابن المخرج والممثل الكوميدي ميل بروكس والممثلة آن بانكروفت) صدرت في العام 2006. وصعدت هذه الرواية إلى قائمة أكثر الكتب انتشارا في الولايات المتحدة عند صدورها. وتشارك في إنتاج فيلم «حرب الزومبي العالمية» سبع شركات سينمائية بينها الشركة السينمائية التي يملكها بطل الفيلم الممثل براد بيت وهو أحد المنتجين المشاركين لهذا الفيلم. والزومبي هي مخلوقات خيالية متعطشة لدماء ودماغ الإنسان تعود إلى الحياة بعد الموت وتظهر في روايات وقصص وأفلام الرعب والخيال العلمي، وألفت حولها 55 رواية وورد ذكرها في 640 فيلما أميركيا منذ العام 1920 في عصر السينما الصامتة، ولكن معظم هذه الأفلام صدرت خلال العقود الأخيرة. ووفقا لتعاليم الفودو التي نشأت فيها فكرة وكلمة الزومبي فإن الزومبي هو الجسد البشري الذي مات ومن ثم عاد إلى الحياة أو تم سحره بسحر الفودو ليموت، ومن بعد دفنه يتم استرجاعه بواسطة هذا السحر. الشخصية المحورية في قصة فيلم «حرب الزومبي العالمية» هو جيري لين (الممثل براد بيت)، وهو مفتش متقاعد من الأمم المتحدة يكلف بمساعدة العالم الدكتور فاسباك (الممثل إيليس جيبيل) في التجول معه حول العالم في سباق مع الزمن لإيجاد علاج لوباء الزومبي الآخذ في الانتشار بسرعة في سائر أنحاء العالم، ولوقف انتشار هذا الوباء الذي أدى إلى سقوط الجيوش والحكومات حول العالم ويهدد بهلاك البشرية بأسرها. وتدور خلال ذلك حرب شعواء بين البشر وكائنات الزومبي بعد عشر سنوات من انتشار وباء الزومبي. ويشعر جيري لين بشيء من الارتياح بعد أن ينقل هو وزوجته كارين (الممثلة ميريلي إينوس) وابنتيهما من مدينة فيلادلفيا الأميركية إلى حاملة للطائرات تابعة للأسطول الأميركي في المحيط الأطلسي. ثم يجد نفسه مضطرا إلى ترك أسرته قبل أن يبدأ مهمته التي كلف بها بالنظر لخبرته السابقة والقيّمة في إدارة الأزمات الدولية. وقد تم اختيار العالم الشاب الذي يرافقه جيري لين لاعتبار هذا العالم الأمل الوحيد لتفهم ومحاربة الوباء الذي يحوّل مخلوقات الزومبي غير الميتة إلى كائنات تنشر العنف والدمار. أي أن هدف مهمته هو إنقاذ الجنس البشري من الدمار.يتجول جيري لين والعالم الشاب في عدد من دول العالم خلال مهمة البحث عن سبب وباء الزومبي وعلاجه، وينتهي الأمر بوصولهما إلى مدينة كارديف في مقاطعة ويلز البريطانية، حيث يقدّم جيري لين حلا مؤقتا لمشاكل العالم، وذلك في إشارة – على ما يبدو – إلى توقع إنتاج فيلم جديد متمم لقصة فيلم «حرب الزومبي العالمية» في سلسلة أفلام الزومبي. يشار إلى أن المناطق التي يمر بها جيري لين عبر جولته، وفقا لأحداث الفيلم، تشمل مدينة القدس حيث فرضت فيها منطقة آمنة قبل الإعلان رسميا عن انتشار الوباء، ما يوحي بأن إسرائيل كانت على علم مبكر بانتشار الوباء. وتنتهي أحداث قصة الفيلم فيها بفرار جيري لين من المنطقة. ويتضح أن سيناريو الفيلم خرج عن نص الرواية الأصلية المبني عليها. إذ تتناول الرواية الأحداث بشكل مختلف، حيث تنسحب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وتفرض حجرا صحيا وتمنع الدخول إلى أراضيها باستثناء اليهود والفلسطينيين غير المصابين بالوباء، ثم تقمع تمردا يقوم به المتدينون اليهود المتطرفون فيما يعرف بحرب أهلية. ووفقا للرواية الأصلية فإن دولا عديدة تعيد رسم حدودها. ويعم السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتقام دولة واحدة باسم «فلسطين المتحدة» تضم إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. يطرح فيلم «حرب الزومبي العالمية» مسألة كيف يتعامل العالم مع الظروف المأساوية الصعبة التي يواجهها. ومن الرسائل التي يرمي الفيلم إلى إيصالها التأكيد على أن الإنسان يتمتع بقدرة كبيرة على الصراع من أجل البقاء والاستمرار في الحياة على كوكب الأرض، ومقاومة أي ظروف صعبة تعترض استمرار حياته عليها. ويتميز فيلم «حرب الزومبي العالمية» بتقديم عرض متواصل للمغامرات المثيرة وبسرعة الإيقاع التي تشد المشاهد من بداية الفيلم حتى نهايته، مع التحفظ الواضح في مشاهد أعمال العنف المفرط وسفك الدماء التي تقترن عادة بهذا النوع من أفلام الرعب والزومبي والمغامرات. كما يتميز الفيلم ببراعة المؤثرات الخاصة التي تبدو بوضوح في مشاهدة الآلاف من كائنات الزومبي، وببراعة الماكياج والموسيقى التصويرية. وتشتمل أحداث قصة الفيلم على الكثير من المبالغة في السرد المنطقي، شأنه في ذلك شأن الكثير من أفلام الرعب والحركة والمغامرات والخيال العلمي. عرض فيلم «حرب الزومبي العالمية» في كل من مهرجان موسكو السينمائي الدولي ومهرجان الشامز – إيليزيه السينمائي الفرنسي. واحتل هذا الفيلم المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات على شباك التذاكر في أسبوعه الافتتاحي، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 375 مليون دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 190 مليون دولار.
(حرب الزومبي العالمية).. السينما إذ تقاوم الوباء
12:00 18-7-2013
آخر تعديل :
الخميس